425

Kitāb al-Manāẓir

كتاب المناظر

Genres

[169] وإذا لم يدرك البصرالتفرق فإنه يظن بالجسمين أنهما جسم واحد متصل، وإذا ظن بالجسمين المتفرقين أو الأجسام المتفرقة أنها جسم واحد متصل فهو غالط فيما يدركه من الاتصال وغالط في عددها أيضا. والغلط في البعد وفي الوضع وفي الشكل وفي المعظم وفي التفرق وفي الاتصال وفي العدد هي أغلاط في القياس لأن هذه المعاني إنما تدرك بالقياس. وعلة هذه الأغلاط إنما هو خروج الكثافة التي في المبصر الذي بهذه الصفة عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان كثيفا، و كان مشفا شفيفا يسيرا وكانت فيه كثافة قوية، لم يكن الضوء الذي يظهر من ورائه مسرف القوة، وإذا لم يكن الضوء الذي يظهر من وراء الجسم المشف مسرف القوة فإن البصر يدرك ميل سطحه إذا كان مائلا، ويدرك اختلاف أبعاد أطرافه، ويدرك عظمه، ويدرك التفرق الذي يكون فيه إن كان فيه تفرق، ويدرك اتصاله إذا كان متصلا، ويدرك جميع المعاني التي فيه ولا يعرض له الغلط في شيء منها، إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك الجسم في عرض الاعتدال.

.ح. .ط.

[170] وقد يعرض الغلط في الحركة أيضا من أجل خروج كثافة المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن البصر إذا نظر إلى جسم مشف شديد الشفيف نقي البياض، وكانت أطراف ذلك الجسم مستترة عن البصر، وهو أن يكون البصر يدرك ذلك المبصر من ثقب أو من باب ضيق، وكان وراءالجسم وقريبا منه أو مماسا له جسم ختلف الألوان، وكان ذلك لجسم المختلف الألوان يتحرك حركة على الاستدارة أو حركة اضطراب أو حركة ترجح، أعني أن يتحرك في جهة عرض المشف ويعود سريعا إلى الجهة التي منها تحرك، فإن البصر إذا أدرك المبصر المشف على هذه الصفة فإنه إن لم يكن قد تقدم علم الناظر بذلك الجسم أنه مشف فإنه يظن به أنه متحرك. وذلك لأنه إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بشفيف ذلك الجسم فإنه يظن بالضوء الذي يظهر من ورائه أنه لون ذلك الجسم المشف وأنه كثيف، وإذا أدرك تبدل اللون المختلفة التي في الجسم المتحرك الذي يظهرمن وراء الجسم المشف أو اختلاف أوضاعها فإنه يظن أن تلك الحركة وذلك التبدل إنما هو حركة الجسم الذى يدركه الذي يظنه كثيفا متلونا. وإذا أدرك المبصر الساكن متحركا فهو غالط في حركته.

Page 488