[29] وقد يمكن أن يعتبر هذا المعنى، أعني إشراق الأضواء عن الأضواء العرضية على السموت المستقيمة، اعتبارا محررا يقع معه اليقين. أما ضوء الصباح فيعتبر كا أصف: يعتمد المعتبر بيتا في داخله بيت، ويكون وضعهما بين المشرق والمغرب، ولا يكون للضوء إليهما سبيل إلا من الباب، ويكون الحائط الشرقي من البيت الشرقي منكشفا. ويثقب في أعلى هذا الحائط ثقب أحد الثقوب التي تكون في جدران البيوت لدخول الضوء، وليكن مستديرا قطره ليس بأقل من قدم في مثله، ويكون مخروطا داخله أوسع من خارجه، فيكون هذا الثقب مواجها للجهة الشرقية من السماء. وليثقب في الحائط المقابل للثقب المشترك للبيتين ثقبين مستديرين مقابلين للثقب الأول فيفضي هذان الثقبان إلى البيت الغربي، وليكن هذان الثقبان أقرب إلى الأرض من الثقب الأول وبحيث إذا نظر الناظر في كل واحد منهما رأى السماء من الثقب الأول الأعلى، وليكن كل واحد من هذين الثقبين مساويا للثقب الأول وشبيها به. وليتحر في هذين الثقبين أن يكون امتداد كل واحد منهما في سمك الحائط على استقامة الخطوط المستقيمة التي تتوهم ممتدة من النهاية الخارجة من الثقب الأول إلى النهاية المقابلة لها من الثقب الثاني. وملاك الأمر أن يكون هذا الحائط جسيما ليكون للثقبين امتداد مقتدر في جسم الحائط حتى لا ينخرط الضوء الخارج من هذين الثقبين انخراطا مسرفا. وينبغي أن يكون امتداد كل واحد من هذين الثقبين في جسم الحائط متدادا متشابها لا منخرطا.
[30] ثم يمد خيط من الثقب الأول الأعلى إلى أحد الثقبين وليتحر أن يمر الخيط بنقطة من النهاية الخارجة من الثقب الأعلى والنقطة النظيرة لها من النهاية الخارجة من الثقب المقابل له. ويداخل الخيط في الثقب وليكن طرف الخيط الذي يلي الثقب الأعلى مشدودا بمسمار من خارج الثقب. ويدخل المعتبير إلى داخل البيت الغربي ويمد الخيط إلى أن ينتهي طرفه إلى موضع من البيت إما أرضه أو بعض جدرانه. ثم يمد الخيط مدا شديدا حتى يصح استقامته ووضعه. فإذا صح وضعه وامتداده واستقامته يعلم على موضع طرفه من البيت علامة، فيكون هذا الموضع على استقامة المسافة المستقيمة الممتدة من الثقب الأول الأعلى إلى الثقب الأخفض المقابل له. ثم يخرج الخيط من هذا الثقب ويداخل في الثقب الآخر ويفعل به مثل ما فعل في الثقب الذي قبله؛ ويمده حتى ينتهي إلى موضع آخر من البيت أيضا ويتعلم على موضع نهايته، فيكون هذا الموضع الثاني على استقامة المسافة المستقيمة الممتدة من الثقب الأعلى أيضا إلى الثقب الآخر.
Page 86