[9] وقد يلتقي سهما البصرين على مبصر من المبصرات ويدرك البصران مع ذلك مبصرا آخر ويكون وضع ذلك المبصر الآخر من البصرين وضعا مختلفا في الجهة. وذلك إذا كان المبصر الآخر أقرب إلى البصرين من المبصر الذي التقى عليه السهمان وكان مع ذلك فيما بين السهمين، أو كان أبعد عن البصرين من المبصر الذي التقى عليه السهمان، وكان أيضا فيما بين السهمين إذا توهما ممتدين بعد التقائهما، وكان المبصر الذي التقى عليه السهمان لا يستر المبصر الذي هو أبعد منه أو يستر بعضه.
[10] فعلى هذه الصفات يكون إدراك المبصرات بالبصرين جميعا.
[11] وأيضا فإنه قد تبين في المقالة الثانية أن سهم الشعاع في كل واحد من البصرين هو خط واحد بعينه لا يتغير، وأنه يمر بمراكز جميع طبقات البصر، وأنه ممتد على استقامته إلى وسط موضع الانحناء من تجويف العصبة التي العين مركبة عليها الذي هو عند الثقب الذي في مقعر العظم، وأنه لازم لجميع المراكز وغير مفارق لها، وأن وضعه من جميع أجزاء البصر بدا وضع واحد لا يتغير في حال حركة البصر ولا في حال سكونه، وأن وضع السهمين من البصرين وضع متشابه. وقد تبين أيضا أن وضع كل جزءين متشابهي الوضع من البصرين عند تجويف العصبة المتشركة الذي منه يدرك الحاس الأخير صور المبصرات وضع متشابه. فلنتوهم خطا مستقيما يصل بين مركزي الثقبين اللذين في مقعري العظمين المحيطين بالعينين، ونتوهم خطين خارجين من مركزي ثقبي العظمين ممتدين في وسطي تجويفي العصبتين، فهما يلتقيان في وسط تجويف العصبة المشتركة، ويكون وضع هذين الخطين من الخط الذي يصل بين مركزي الثقبين وضعا متشابها ، لأن وضعي العصبتين من الثقبين وضع متشابه، فتكون الزاويتان اللتان تحدثان بين هذين الخطين وبين الخط الذي يصل بين مركزي الثقبين متساويتين.
Page 348