[7] وإذا كان ذلك كذلك فكل نقطة من سطح المبصر الذي يلتقي عليه سهما البصرين، إذا كانت قريبة من نقطة الالتقاء، فإن وضعها من البصرين جميعا وضع متشابه في البعد عن السهمين. فأما النقط البعيدة عنى نقطة الالتقاء، المائلة إلى جهة واحدة عن السهمين جميعا، فإن الزاويتين اللتين تحدثان بين الخطين اللذين يخرجان إلى النقطة الواحدة منها وبين السهمين ربما اختلفتا اختلافا له قدر. وكلما كانت هذه حاله من النقط البعيدة من نقطة الالتقاء فإن وضعها من البصرين جميعا وضع متشابه في الجهة فقط وليس بمتشابه في البعد عن السهمين. فالمبصر الذي يدرك بالبصرين معا، إذا كان مقتدر الحجم ومتقارب الأقطار وليس بفسيح الأقطار، فإن وضع كل نقطة منه عند البصرين وضع متشابه في الجهة وفي البعد معا، فصورته تحصل في البصرين في موضعين متشابهي الوضع من البصرين. وإذا كان المبصر الذي يدرك بالبصرين فسيح الأقطار فإن النقطة منه التي يلتقي عليها السهمان يكون وضعها من البصرين وضعا متشابها، وكلما قرب منها من النقط التي في سطح ذلك المبصر فإن وضع كل نقطة منها من البصرين أيضا وضع متشابه في الجهة وفي البعد معا، وكلما كان من النقط التي في سطح ذلك المبصر بعيدا عن نقطة الالتقاء ومائلا عن السهمين جميعا إلى جهة واحدة فإن وضع كل نقطة منها عن البصرين وضع متشابه في الجهة وربما تشابه في البعد أيضا وربما لم يتشابه في البعد. فصور الجزء الذي عند موضع الالتقاء، أعني التقاء السهمين، من المبصر الذي بهذه الصفة وما كان محيطا بنقطة الالتقاء منه وفي تناء منها تحصل في موضعين من البصرين متشابهي الوضع في جميع الأحوال، وتحصل صورة الأجزاء الباقية البعيدة عن نقطة الالتقاء المحيطة بالجزء المتشابه الوضع متصلة بصورة الجزء المتشابه الوضع، فتحصل جملة الصورتين في موضعين من البصرين ليس بينهما في الوضع اختلاف متفاوت، بل يكون الاختلاف، إذا كان، فهو بين أطرافهما فقط ويكون يسيرا من أجل اتصال الأطراف بالوسطين المتشابهي الوضع، هذا ما دام البصران ثابتين في مقابلة المبصر والسهمان ثابتين على نقطة واحدة منه. فإذا تحرك البصران على المبصر وانتقل السهمان من تلك النقطة وتحركا معا على أقطار ذلك المبصر، فإن كل نقطة من ذلك المبصر يصير وضعها ووضع النقط القريبة منها من البصرين عند التقاء السهمين عليها وضعا متشابها في غاية التشابه، وتصير صورة كل جزء من المبصر عند حركة السهمين على سطح المبصر في موضعين متشابهي الوضع من البصرين، وتصير صورة جميع أجزاء المبصر عد الحركة والتأمل متشابهة الحال عند البصرين جميعا.
[8] وكذلك أيضا إذا كان البصر يدرك مبصرات متفرقة في وقت واحد معا، والتقى السهمان على واحد منها وثبتا عليه، وكان المبصر الذي التقى عليه السهمان متقارب الأقطار، فإن صورة ذلك المبصر تحصل في موضعين من البصرين متشابهي الوضع. وكلما قرب من ذلك المبصر أيضا من المبصرات إذا كان صغير الحجم ولم يكن فسيح الأقطار فإن صورته تحصل في موضعين من البصرين ليس بين وضعيهما اختلاف محسوس. وها كان من المبصرات بعيدا عن المبصر الذي عليه السهمان، وكان البصران جميعا يدركان ذلك المبصر، فإنه ما دام السهمان ثابتين على ذلك المبصر فإن صورة المبصر البعيد منه تحصل في موضعين من البصرين متشابهي الوضع في الجهة فقط وليس بمتشابهي الوضع في البعد. وليس جميع أجزائهما متشابهة الوضع في البعد عن السهمين، فتكون صورة ما هذه حاله من المبصرات ملتبسة وغير محققة. ثم إذا تحرك البصران وتحرك السهمان والتقيا على كل واحد من المبصرات التي أدركت معا، فإن صورة كل واحد منها تحصل في موضعين متشابهي الوضع من البصرين في الجهة وفي البعد معا، وعند ذلك تتحقق صورة كل واحد من تلك المبصرات.
Page 347