[10] وإذا كان المبصر كثيفا كان متلونا، وإذا أشرق عليه ضوء أي ضوء كان ثبت في سطحه، وكان من لونه ومن الضوء الذي يشرق عليه صورة تمتد في الهواء وفي الأجسام المشفة، ويقبلها الهواء والأجسام المشفة وتؤديها إلى الجهات المقابلة لها، وإذا انتهت هذه الصورة إلى البصر أثرت في البصر وأحس البصر منها بالمبصر. وإذا كان المبصر مشفا وشفيفه أغلظ من شفيف الهواء فإنه يكون له لون ما بحسب غلظه، وإذا أشرق عليه الضوء ثبت الضوء في سطحه ثبوتا ما بحسب ما فيه من الغلظ مع نفوذه فيه بحسب شفيفه، وكان منه صورة في الهواء بحسب لونه وبحسب الضوء الذي يثبت في سطحه. وإذا وصلت تلك الصورة إلى البصر أثرت في البصر وأحس البصر بذلك المبصر. فلهذه العلة صار البصر ليس يدرك شيئا من المبصرات إلا إذا كان كثيفا أو كان فيه بعض الكثافة.
[11] فقد تبينت العلل التي من أجلها ليس يدرك البصر شيا من المبصرات إلا إذا اجتمعت فيه المعاني المذ كورة. فهذه الفصول وما بيناه فيها هو الذي قصدنا لتبيينه في هذه المقالة.
[12] تمت المقالة الأولى من كتاب الحسن بن الحسن في المناظر وكتب أحمد بن محمد بن جعفر يوم الأحد منتصف جمادى الأولى سنة ست وسبعين وأربعمائة وفيه انتهى النسخ والحمد لله وحده وصلواته على خير خلقه محمد النبي وآله وسلامه.
Page 195