81

Manāzil al-aʾimma al-arbaʿa Abī Ḥanīfa wa Mālik wa al-Shāfiʿī wa Aḥmad

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

Editor

محمود بن عبد الرحمن قدح

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Publisher Location

الرياض

الفصل الرابع: في كمال الدين
اعلم أن الله ﷿ أنزل كتابه على نبيه محمد ﷺ تبيانًا لكل شيء وقال تعالى: ﴿وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾،١ ثم أمره أن يبيِّن لهم ما فيه مما يحتاجون إليه وتجب معرفته عليهم فقال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ ٢، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ ٣، ثم إنه ﷺ بيَّن لأمته ما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم، وبين لهم ما فيه صلاح أولاهم وأخراهم، أنزل الله تعالى عليه في حجة الوداع يوم الجمعة بعرفة: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ ٤، وقال ﷺ في حجة الوداع: "ألا هل بلغت؟! اللهم اشهد"٥. وقال سلمان: "علمنا رسول الله ﷺ كل شيء حتى الخراءة"٦، فثبت أنه بيّن جميع الواجبات، إذ تأخُّر البيان

١ سورة الأنعام /٥٩.
٢ سورة النحل/٤٤.
٣ سورة المائدة/٦٧.
٤ سورة المائدة /٣.
٥ أخرجه البخاري ح٤٤٠٣ (ر: فتح ٨/١٠٦)، ومسلم ٣/١٣٠٧ عن أبي بكر ﵁.
٦ أخرجه الإمام مسلم ١/٢٢٣، والترمذي (ح١٦) .

1 / 99