193

وأما العينان، فالنظر بهما إلى ما لا يحل سهم مسموم من سهام إبليس اللعين المذموم، فيجب عليه(1) حفظها من النظر إلى العورات، وأجواف البيوت، والنساء المحرمات ، ويستعملها(2) في المباحات، وفي قراءة كتاب الله، وسنة نبيه وغير ذلك من المفروضات، وما في النظر فيه قربة إلى الله، من كتب الفقه والآثار والروايات.

وأما الأذنان، فمن سببها(3)، يصب الأنك المذاب(4) في أذن(5) العبد غدا في المآب، فيجب عليه ألا يستمع بهما إلى الغيبة، والكذب والطعن في دين المسلمين(6)، ولا إلى اللهو، وأسرار الناس وغير ذلك من النوح، والغناء، والمزامير، وفنون الملاهي والآثام، ويستعملهما في الإصغاء إلى الذكر، وقراءة القرآن، والمواعظ، والآثار، وما يجب عليه من تعليم العلم، ونحو ذلك مما فيه القربة إلى الله - تعالى - من استماع أصوات المخلوقات، إذ ما من شيء إلا و(7) يسبح بحمده، و لكن لا تفقهون تسبيحهم(8).

وليكن مع هذا كله، كليل الطرف عيي اللسان، متواضعا لكل إنسان ما عدا أهل الفسوق والعصيان، فإن التجبر(9)[س/246] عن هؤلاء تواضع للرحمن، وليكن مجانبا لمجالسة الجهال(10)، ومصاحبة الأراذل، حذرا كيسا، فطنا في جميع الأحوال.

__________

(1) سقطت عليه من "ت".

(2) في "ت": ويستعملهما.

(3) في "ت": سببهما.

(4) في "ت": العذاب، الأنك: الأسرب وهو الرصاص القلعي. (لسان العرب) 1/241، مادة"أنك".

(5) في "ت": أذنين.

(6) في "ت": الدين والمسلمين.

(7) في "ت": وهو.

(8) يشير إلى قوله تعالى: { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } ، (الاسراء: من الآية44)

(9) في "ت": التبختر.

(10) في "ت": الجهل.

Page 103