Manar Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genres
فيراد به ما يراد بشرطه فثبت ان عليا ( عليه السلام ) هو الأولى بالأمر والأحق به ، فيكون هو الامام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لدخول من سواه في ولايته بواسطة دخولهم في ولاية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلا يصلح احد منهم للتقدم عليه في امر من الأمور ، كما لا يصلح لهم التقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا يجوز حمل المولى في الخبر على غير الأولى بالأمر من معانيه لامتناع المعتق والمعتق للفاعل والمفعول وشبههما يقينا واتفاقا ، وخروج الناصر والمعين وما آل إليهما بالقرنية اللفظية والعقلية ، اما اللفظية فقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل ذلك : (انا اولى بكم من انفسكم) فانها تعين ان المراد من قوله (من كنت مولاه فعلي مولاه) من كنت اولى به من نفسه فعلي اولى به من نفسه ، والا فلا فائدة في هذا الكلام في المحل ولا حاجة الى اخذ النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اعتراف القوم به ثلاث مرات ، كما في حديث الزهري ، ومرة واحدة كما في غيره ، فتكون لغوا ولا يجوز ان يكون كذلك كلام الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتكون لما ذكرناه من إرادة رفع الاشتراك عن لفظ المولى وتعيين معنى الأولى منه ، واما العقلية فلأن مقتضى المقام ذلك لأن جميع الناس واخبارهم في ذلك الوقت الشديد الحر لا ينصرف ذهنا ولا يحتمل عقلا لأن يكون اخبارا بما كان معلوما قبل ذلك للمخبرين ، بل ينصرف عقلا الى الاخبار بامر غير معلوم لهم سابقا ، ليكون تأسيسا لحكم وكون علي ( عليه السلام ) ناصرا ومعينا لمن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وليه امر معلوم لكل الحاضرين ، فالاخبار به قليل الفائدة ، بل لا فائدة فيه وهل هو الا تحصيل حاصل يصان فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن مثله ، فلا بد ان يكون الاخبار عن ما ليس بمعلوم للمخاطبين ليعلموه وما هو الا اثبات ولاية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على المؤمنين لعلي ( عليه السلام ) والمشترك يرتفع اشتراكه بالقرينة المعينة لإرادة احد معانيه
Page 233