[وفاة عبد الله بن عبد المطلب]
وتوفي عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة ورسول الله صلى الله عليه وآله ابن شهرين، فقالت أمه آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله ترثي أباه عبد الله بن عبد المطلب:
كان ابن هاشم سيدا في قومه
طودا يلاذ بركنه في المجد
غيثا إذا قحط الغمام ولم يكن
جفرا يوكل فوق ظهر الفدفد
فهناك تطلب من تلوذ بركنه
عند الخلاء وعند جمع المشهد
يغلي السديف لمن ألم برحله
ويذيب إيماض الشريف المجمد
وقالت أيضا ترثيه:
عفا جانب البطحاء من ابن غالب
وجاور لحدا مدرجا في الغمائم
دعته المنايا دعوة فأجابها
وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره
تعاوره أصحابه بالتزاحم
فإن يك غالته المنون وريبها
فقد كان معطاء كثير المكارم (1)
وقالت أيضا ترثيه:
أضحى ابن هاشم في يهماء مظلمة
في حفرة بين أحجار لدى الحفر
كان ابن هاشم في أبيات محضهم
واري الزناد لدى مستصلد الفقر
سباق غاياتها في كل لازبة
من السنين كريما طيب الخبر
Page 67