معروفا به، وكان أيضا مع ذلك ضعيف العقل دني الهمة.
وقيل: إنه تعرض يوما لامرأة من بني زهرة، فضربه رجل منهم بسيف فحمى فيه بنوه وبنو أبيه ونصرهم قوم من قريش، فقاموا على بني زهرة وأرادوا إخراجهم، فقام دونهم قيس بن عدي السهمي وكانوا أخواله، وكان منيع الجانب شديد العارضة أبي النفس حمي الأنف، فقام دونهم ونادى: أصبح ليل، فذهبت مثلا ونادى: ألا إن الظاعن مقيم، يعني بني زهرة.
ففي ذلك يقول وهب بن عبد بن مناف بن زهرة:
مهلا أمي فإن البغي مهلكة
لا يكسبنك يوما شره ذكر
تبدوا كواكبه والشمس طالعة
يصب في الكأس منه الصاب والمقر (1)
وفي عهر أمية يقول نفيل بن عبد العزى جد عمر بن الخطاب، وقد تنافر إليه عبد المطلب وحرب بن أمية فعجب نفيل من جرأة حرب على ذلك وتعاطيه إياه، وبكته فيه وأخزاه ونكله وقال له:
أبوك معاهر وأبوه عف
وذاد الفيل عن بلد الحرام (2)
وكان أمية أيضا لما رأي ما هيأه الله عز وجل لهاشم من الشرف والسؤدد على أبيه، وأن أباه عجز عن ذلك، حسد هاشما عمه، ورام مناعيه فأعجزته، فشمت بأمية ناس من قريش، فغضب من ذلك وأتى إلى هاشم فدعاه إلى المنافرة، فأعرض عنه استخفافا به واستحقارا له، فقالت له وجوه قريش: إنك متى رجعت عنه كان له مقال، ولم يزالوا به حتى أجابه، وجعل كل واحد منهما في ذلك خمسين ناقة ينحرها ببطن
Page 58