وقيل: إن عبد المطلب أصاب في زمزم غزالا مصوغا من ذهب (1). وقيل: غزالين وحليا كثيرا فطلبت ذلك منه قريش، فضرب عليه بالسهام لهم وللبيت، فخرج سهم البيت فحلاه به، وكان أول حلي حليت به الكعبة (2).
وجاء عن علي صلوات الله عليه: «أن قريشا لما رأت ما استخرجه عبد المطلب من زمزم، اجتمعوا إليه فقالوا: يا عبد المطلب هذه بئر أبينا إسماعيل عليه السلام وأن لنا فيها حقا فأشركنا فيها وفيما أصبت منها.
فقال: ما أنا بفاعل ذلك إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم وأعطيته من بينكم.
فأبوا عليه إلا أن يعطيهم وقالوا: حاكمنا في ذلك.
ودعوه إلى كاهنة بني سعد بن هذيم، فخرج معهم وخرج من كل قبيلة من قريش نفر، وكانت الأرض إذ ذاك مفاوز، حتى إذا كانوا ببعض تلك المفاوز بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب ومن معه من أصحابه، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش، فأبوا عليهم وقالوا: إنا بمفازة ونحن نخشى على أنفسنا ما أصابكم.
فلما رأوا ذلك نزلوا واحتفر كل واحد منهم حفيرا جلس فيها وقالوا: من مات منا دفنه من بقي.
ثم إن عبد المطلب قال: والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض ولا نبتغي لأنفسنا لعجز.
ثم قام إلى راحلته فركبها، فلما انبعثت به انفجرت من تحت خفيها عين من ماء عذب فكبر عبد المطلب فكبر أصحابه، ثم نزل فشرب وشربوا واستسقوا وملئوا أسقيتهم، ثم دعا القبائل الذين كانوا معه من قريش وقال: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله.
Page 50