نظنك بالجهل.
فقال عبد المطلب: أنا حافر هاهنا بئرا ومجاهد من صدني عنها.
فكفوا عنه لما يعلمون من فضله واجتهاده في دينه، فلم يزل يحفر حتى أدرك سيوفا ودروعا دفنت في زمزم لما دفنت، فلما رأت قريش ذلك قالت له: أجدنا مما وجدت.
قال: هي لبيت الله.
ثم حفر حتى انبط الماء، ثم بحرها لئلا تنزف، وبنى عليها حوضا (1).
وكانت زمزم بئر إسماعيل، فلما رحلت جرهم عن مكة دفنت فيها ما دفنت وردمتها وأخفت مكانها، فلما علمت قريش أنها بئر أبيهم إسماعيل عليه السلام وأن عبد المطلب هدي إليها وفضل باستخراجها وما استخرج منها، زادت في تعظيمه وزمزم هي بئر اسماعيل عليه السلام التي أسقاه الله إياها حين ظمئ وهو صغير، فلما احتفرها عبد المطلب عطلت قريش كل سقاية كانت بمكة، وأقبلوا عليها التماس بركتها يشربون ويغسلون منها في حوضها، فأخربوه وثلموه، فأري عبد المطلب في المنام فقيل له:
قل اللهم لا أحلها لمغتسل ولكن هي لشارب حل وبل. فقال ذلك فلم يغتسل منه أحد بعد ذلك إلا رمي جسده بداء، فلما رأوا ذلك تركوه (2).
وفي احتفار عبد المطلب زمزم يقول خويلد بن أسد بن عبد العزى:
أقول وما قولي عليهم بسبة
إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم
حفيرة إبراهيم يوم ابن هاجر
وركضة جبرئيل على عهد آدم (3)
Page 49