[حفر زمزم]
وقيل: إن عبد المطلب رأى في المنام آتيا أتاه فقال: احفر زمزم خبية الشيخ الأعظم (1).
فاستيقظ فقال: اللهم بين لي.
ثم نام فأتاه فقال: احفر زمزم لا تنزف ولا تذم.
فانتبه فقال: اللهم بين لي.
فقيل له: احفر زمزم تروي الحجيج الأعظم.
فقال: اللهم بين لي.
فقيل له: احفر المضنونة ضن بها عن الناس إلا عنك.
فقال: اللهم بين لي.
فقيل له: احفر زمزم بين الفرث والدم، في مبحث الغراب على قرية النمل، مستقبل الأنصاب الحمر فقام.
فمشى حتى جلس في المسجد الحرام ينتظر ما قيل له، فبينا هو كذلك إذ أقبلت بقرة نحوها قوم، فانفلتت من جازرها بحشاشة نفسها، فهجمت في المسجد الحرام وسقطت في موضع زمزم، وأدركها الجازر فأجهز عليها مكانها وسلخها واحتمل لحمها، وأقبل غراب يهوي حتى وقع في الفرث، فبحث فيه عن قرية نمل، فقام عبد المطلب فاحتفر هنالك، فجاءته قريش فقالت: ما هذا الصنيع تحفر في مسجدنا وما
Page 48