طيرا أبابيل (1).
وتلك باهرة من بواهر النبوة فيه، ودليل بين ظاهر واضح من دلائلها منه، وقال عبد المطلب في ذلك:
صرمت ومالك لا تصرم
ورأسك من كبر أشيم
تبد لك الشيب بعد للشباب
فمالك في خلد مزعم
فدع عنك ذكرك أمر الوصال
فإنك من ذكره أحلم
وعد القوافي ذات الصواب
لجيش أتاك بها الأشرم
غداة أتوك بمثل البطاح
كانا أناس لهم مغنم
بفيل يزجونه للوقاع
إذا زمروه له همهم
به زحفوا نحو بيت الإله
ليترك بنيانه يهدم
وبنيان من كان في دهره
خليلا بخالقه يكرم
فردهم الله عن هدمه
وأعياهم الفيل لا يقدم
بطير أبابيل ترميهم
كان مناقيرها العندم
تبس الحجارة في هامهم
كرمي ذوي الكتب من ترجم
فأضحى النسور بهم وقعا
عكوفا كما اعتكف المأتم
وأورثنا الله خير البلاد
بلاد بها حفرت زمزم
بنصر من الله رب العباد
على رغم من أنفه يرغم
وقال أيضا في ذلك:
منعت من ابرهة الحطيما
والنصب من مكة والحريما
وكنت فيما ساره زعيما
قلت لقومي منطقا عظيما
Page 46