فلحقهم أبو لهب وقال: قد عرفتم تجارتي ومالي وأنا أحلف لكم لأعطينكم عشرين أوقية من ذهب وعشرا من الإبل وفرسا، وهذا ردائي رهنا على ذلك.
فقبلوه منه وأطلقوا حذافة فأقبل به، فلما سمع عبد المطلب صوت أبي لهب قال: وأبي إنك لعاص، أمض لما أمرتك به.
فقال: يا أبت قد فعلت وهذا الرجل قد جئت به.
فناداه عبد المطلب: يا حذافة اسمعني صوتك.
فقال: نعم ها أنا ذا بأبي وأمي أنت يا ساقي الحجيج [اردفني].
فقال له عبد المطلب: ادن مني.
فدنا منه فأردفه حتى دخل به مكة، فقال حذيفة هذا الشعر:
بنو شيبة الحمد الذي كان وجهه
يضيء ظلام الليل كالقمر البدر
وخارجه ابنه الذي قال له فيها:
أخارج أما أهلكن فلا تزل
لهم شاكرا حتى تغيب في القبر (1)
Page 44