ذكر مناقب عبد المطلب بن هاشم ومثالب أمية بن عبد شمس
[مناقب عبد المطلب بن هاشم]
فولد هاشم عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وآله لأبيه، وكان له من الفضل بأبوته بقدر قرب ميلاد النبوة فيه، وكان له من الشرف والسؤدد ما غلب له أمره على أهل مكة وكافة قريش، واشتهر في سائر العرب.
وأمه: سلمى بنت عمر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار.
واسم النجار: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج (1)
وكان هاشم مر بيثرب فنزل على عمرو بن زيد فرأى سلمى ابنته فخطبها إليه فزوجه بها، وشرط عليه أنها متى حملت أتى بها لتلد في دار قومها، وبنى هاشم بها بيثرب ومضى بها إلى مكة فحملت، فلما أثقلت أتى بها إلى يثرب في السفرة التي توجه فيها إلى الشام، فمات هناك وولدت سلمى عبد المطلب بيثرب واسمه شيبة، سمي بذلك لشيبة كانت في رأسه ولد بها وشب بيثرب عند أمه، فمر به رجل من بني الحرث بن عبد مناف، وهو مع صبيان يتناضلون فرآه أجملهم وأحسنهم إصابة، وكلما رمى فأصاب قال: أنا ابن هاشم، أنا ابن سيد البطحاء.
فأعجب الرجل ما رأى منه ودنا إليه فقال له: من أنت يا بني؟
فقال: أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف.
فقال: بارك الله فيك وكثر فينا مثلك.
فقال: ومن أنت يا عم؟
قال: رجل من قومك.
Page 41