تطهيرا (1) ألا وإن الله اختارني في ثلاثة من أهل بيتي أنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر، اختارني من بين علي وحمزة وجعفر، وكنا رقودا بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه، علي عن يميني وجعفر عن يساري وحمزة عند رجلي، فما نبهني عن رقدتي غير حفيق أجنحة الملائكة وبرد ذراع علي على صدري، فانتبهت عن رقدتي وجبرئيل في ثلاثة أملاك يقول أحدهم: يا جبرئيل إلى أي الأربعة بعثت؟
فرفسني برجله وقال: إلى هذا.
فقال: ومن هذا؟
فقال: هذا محمد سيد المرسلين، ثم أومى إلى علي فقال: هذا وصيه سيد الوصيين، وأومى إلى حمزة فقال: وهذا سيد الشهداء، وأومى إلى جعفر فقال : وهذا الطيار في الجنة يكون له فيها جناحان خضيبان يطير بهما» (2).
فهذا أوضح ما ذكرناه في أن الفضل في القرب من رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن نازع أهل الفضل في فضلهم أو ادعاه معهم أو دونهم، فقد ناصب الله عز وجل وأولياءه وباء بغضب من الله ورسوله.
وولي هاشم بعد أبيه ما كان له من السقاية والرفادة، دون أخوته عبد شمس والمطلب ونوفل وعبد أبي عمرو، وسلمت له ذلك قريش كلها، وقام به دونها ووليه، وكان يقوم خطيبا في قريش في أول يوم من ذي الحجة مسندا ظهره إلى باب الكعبة، فيحض قريشا على مكارم الأخلاق ويخطبها فيقول: معشر قريش أنتم سادة العرب أحسنها وجوها وأعظمها أحلاما وأوسط العرب أنسابا وأقرب العرب بالعرب
Page 35