أبوكم قصي كان يدعى مجمعا
به جمع الله القبائل من فهر (1)
وكان أول سبب حرب قصي مع خزاعة: أن مفتاح الكعبة كان في يد أبي غبشان الخزاعي وكان يلي البيت، فاجتمع معه قصي بالطائف، فاشتراه منه بزق خمر وجاء به قومه من قريش فقال: هذا مفتاح أبيكم إسماعيل قد رده الله إليكم من غير غدر ولا ظلم.
وأقبلت خزاعة على أبي غبشان تذمه فأنكر البيع وقال: إنما رهنته إياه، فقال الناس: (اخسر صفقة من أبي غبشان) فذهبت مثلا، ووقعت الحرب بين قصي وأبي غبشان على ذلك فظهر عليه قصي، وفي ذلك يقول الشاعر:
أبو غبشان أظلم من قصي
وأظلم من بني فهر خزاعة
فلا تلحوا قصيا في شراءه
ولوموا شيخكم إذ كان باعه (2)
وقيل: إن قصيا اشترى مفتاح الكعبة من أبي غبشان بزق خمر وكبش (3).
وقيل: إن ولاية الكعبة ومفتاحها كان بيد حليل بن حبيشة بن سلول، وتزوج قصي ابنته، وكان حليل قد كبر فجعل إليها مفتاح الكعبة فقالت: لا أقدر على فتح الباب وإغلاقه، فجعل ذلك إلى أبي غبشان- واسمه سليم بن عمر- فاشترى قصي ولاية البيت منه بزق خمر وقعود، وقامت عليه خزاعة وقامت معه قضاعة، ونصره أخوه لأمه رزاح بن ربيعة بقومه بني عذرة فغلب على خزاعة، وكانوا قد استخفوا بالبيت والحرم، فأجلاهم عنه وعظمه وولي أمر مكة، وساد قريشا وملك أمرها ودانت له
Page 31