أن يأخذوا اللواء والحجابة من بني عبد الدار، فحالف بنو عبد الدار بني سهم ليمنعوهم من بني عبد مناف، فأخذت البيضاء التي يقال لها أم حكيم جفنة، فملأتها خلوقا فوضعتها في الحجر وقالت: من تطيب بها فهو منا. فتطيب بها بنو عبد مناف وأسد وزهرة وبنو تيم وبنو الحارث، فسموا المتطيبين.
فلما رأى ذلك بنو سهم نحروا جزورا وقالوا: من لعق من دمه فهو منا.
ففعل ذلك بنو سهم وبنو عدي وبنو عبد الدار وبنو جمح وبنو مخزوم فسموا الأحلاف، ثم لم يكن بينهم شيء، وفي ذلك قال الفضل بن عباس اللهبي:
وسمينا الأطائب من قريش
على كرم فلا طبنا وطابا
وأي الخير لم نسبق إليه
ولم نفتح به للناس بابا.
ولذلك قال عبد الله بن صفوان لعبد الله بن عباس: كيف رأيت أمرة الأحلاف، يعني خلافة عمر ليفتخر به.
فقال له عبد الله بن عباس: أمرة المتطيبين كانت أفضل، يعني أمرة أبي بكر.
وفي عبد مناف يقول الشاعر:
ما ولدت والدة من ولد
أكرم من عبد مناف وحسبا.
فأما شرف عبد مناف بأبيه:
فأبوه قصي بن كلاب، ومات أبوه كلاب بن مرة وهو طفل صغير وأخوه زهرة أكبر منه، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سليل، فقدم ربيعة بن حزام بن عذرة بن سعد بن زيد بن قضاعة إلى مكة فتزوج فاطمة ومضى بها إلى قومه بني عذرة ومضت معه بقصي وكان فطيما، وخلفت زهرة مع قومه وهو رجل، وكان اسم قصي زيدا فسمته أمه فاطمة قصيا، لما أقصي عن داره فشب في حجر ربيعة، لا ينتمي إلا إليه ولا يعرف غيره ولا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر، فنازع بعض بني عذرة فقال له العذري:
الحق بقومك فإنك لست منا.
فقال: وممن أنا؟
Page 27