كل واحد منهم وذكر من كان في عصره ممن قد ناواه، ونصف مناقب الفاضل ومثالب المفضول ونأتي على ذلك بالشاهد والدليل، ونتبع ذلك بما بعده ونتلوه أولا فأولا إلى وقت تأليف كتابنا هذا باختصار من القول، وايجاز لإيثار التخفيف فيه، ونذكر من ذلك ما هو مشهور معروف في كتب السير والأنساب والأخبار الصحيحة، ونترك الأسانيد والإكثار، لإيثار التخفيف في ذلك والاختصار، ومن عسى أن نذكر مناقبه وفضله من آباء رسول الله صلى الله عليه وآله، فقد ذكرنا ما قد ذكرهم به عليه السلام من الكرم والطهارة والبراءة من الوصوم، وفي ذلك غاية المدح لهم وقد كانوا متمسكين بكثير من شريعة أبيهم إبراهيم عليه السلام ومتدينين بها.
وسنذكر ذلك عنهم، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض من سأله بعد إسلامه ممن كان في مثل حالهم: أنت على ما أسلمت من خير، في موضع ذلك، وحيث ينبغي ذكره فيه إن شاء الله تعالى، وهم وإن كانوا على ما كانوا عليه من انتحالهم، فقد شرفوا على من سواهم ممن كان في أزمانهم ممن نازعهم الفضل من قرابتهم وغيرهم، وكان ينتحل ما ينتحلونه ويذهب إلى ما يذهبون إليه بأبوة رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم وانتقاله في أصلابهم، وبما ذكره صلى الله عليه وآله من فضلهم، وما سنذكر من أفعالهم.
وإنما قصدنا بذكر فضلهم وشرفهم، لننبه على من كان معهم قد ادعاه ونازعهم إياه ممن كان، لا على أنا أردنا الفخر بالجاهلية لمن دان بالإسلام، ولا على أنا نجمع بالفضل بينهم في مقام، ولكنا جمعنا بين كل واحد منهم ومناوئيه في عصره وحاسده في فضله وفخره، وبالله نستعين ونستوهبه توفيقا إلى ما يرضيه ويزكوا لديه ويزدلف به إليه.
Page 23