قالوا: اللهم نعم.
قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه».
وأخذ بيد علي عليه السلام فرفعهما حتى رأي بياض ابطيه ثم قال: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار، ألا هل بلغت؟»
قالوا: نعم.
قال: «اللهم اشهد» (1).
وهو الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين لما أنزل الله عز وجل: يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم* (2) وقال عز وجل: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله (3).
فأجمع عامة المسلمين: على أن الذين قاتلوا عليا من أصحاب الجمل وأهل النهروان ومعاوية وأصحابه هم أهل البغي، وأن عليا عليه السلام وأصحابه طائفة العدل، كذلك قال فقهاء العامة، ومن سيرة علي عليه السلام فيهم أخذوا السيرة في أهل البغي وهو أصلهم الذي بنوا عليه (4).
Page 213