ويذكره، بل ثم أشياء من الفرض يجب كتمانها وسترها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه- يعني فيما يقطعها من الحق- فإن لم يفعل فعليه لعنة الله» (1).
ولا نعلم بدعة هي أضر بالمسلمين والملة الحنيفية والدين من بدعة تعاطى بها المفضول منزلة الفاضل، وجلس بها إمام البغي منزلة مجلس الإمام العادل، ولا ثواب إن شاء الله أجزل من ثواب قائل أبان الحق في ذلك، ونفى الشبهة عنه، ودمغ بقوله الباطل وأظهر عوار مدعيه،
نسأل الله بلوغ ذلك والعون عليه.
ولما نظرنا في عداوة بني أمية للعترة الطاهرة الزكية، رأيناها عداوة أصلية قديمة، ووجدنا أحقادهم عليهم أحقادا جاهلية وإسلامية، وذحولهم ذحول قتلى منهم بدرية وأحدية، فاعتقدوا لهم الحمية، فأردنا كشف الأمر في ذلك لمن عسى أنه غاب عنه، وإيضاحه لمن لعله علم شيئا منه، فإنه بلغ من إيهامهم الأمة لما تغلبوا وتشبيههم عليها، إذ تمكنوا ما ادعوا عندها قرابة رسول الله ليشرفوا بنسبه، وزعموا أنه لا قرابة له غيرهم ولا أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله سواهم، وقبل ذلك من كان قد تولاهم من طغام الشام، حتى لقد حلف جماعة من شيوخهم لبني العباس عند ظهورهم أنهم ما كانوا علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قرابة غير بني أمية، بما أوهموهم من ذلك، فما الظن بقوم غلب باطلهم هذه الغلبة وأدخلوا على الأمة مثل هذه الشبهة.
ورأينا وبالله التوفيق أن نبتدئ بذكر هذه العداوة من حيث ابتدأت، وبذكر أصلها ومن أين تأصلت، وتشعبها بعد وكيف تشعبت، إلى أن بلغت ما بلغت وانتهت حيث انتهت، ونذكر من شرف آباء رسول الله صلى الله عليه وآله الذين قد ذكرنا من فضلهم ما قد علمناه، ومن ضعة من عاداهم من بني أمية وأسلافها ما نادى إلينا وما رويناه، ونجمع من ذكر
Page 22