al-Manaqib wa-l-matalib

al-Qadi al-Nuʿman d. 363 AH
171

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

لكم به، من دخل داري فهو آمن.

قالوا: وما عسى أن تغني عنا دارك وكم عسى أن تسع؟

قال: ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن.

قالوا: كيف نفارق نساءنا وأموالنا؟

قال: ومن أغلق على نفسه باب داره فهو آمن.

فتفرق الناس إلى دورهم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة وانتصب بعض قريش في ناحية من مكة، فلقيهم خالد بن الوليد بمن معه من المسلمين فقتلوا منهم بضعة عشر نفسا، وافترق الباقون وهرب كل من كان يعلم أنه قد وتر رسول الله صلى الله عليه وآله واستخفى بعضهم، فأما عمرو بن العاص فكان قد هرب قبل ذلك في رجال من قريش إلى أرض الحبشة.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر أمراء جنوده: ألا يقتلوا أحدا بمكة إلا من قاتلهم، وأمر بقتل رجال سماهم لهم منهم: عبد الله بن سعيد بن أبي سرح، وكان قد أسلم وهاجر، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله الوحي ثم ارتد مشركا فهرب ولحق بمكة وقال: قد أنزلت قرآنا، وذلك أنه كان يملي عليه رسول الله صلى الله عليه وآله: عزيز حكيم، فيكتب عليم قدير وعزيز حكيم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله: هو كذلك.

وفي عبد الله بن سعيد أنزل الله عز وجل: ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله (1) ففر إلى عثمان بن عفان فآواه وقد هدر رسول الله صلى الله عليه وآله دمه، وكان أخا عثمان من الرضاعة (2)، فلما سكن أمر الناس دخل به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسأله فيه.

Page 176