al-Manaqib wa-l-matalib

al-Qadi al-Nuʿman d. 363 AH
169

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

قال: نعم.

قال: مالك فداك أبي وأمي؟

قال: ويحك يا أبا سفيان هذه نيران رسول الله وأصحابه وأسوأ صباح قريش ما جئت إلا منذرا.

قال: فما الحيلة فداك أبي وأمي؟

قال له العباس: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، ولكن اركب خلفي حتى آتي بك رسول الله فأستأمنه لك.

وكان العباس على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركب خلفه حتى دخل به العسكر، كلما مر بنار من نيران المسلمين عرفوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله والعباس حتى مرا بنار عمر، فعرف أبا سفيان فاشتد يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل عليه ودخل العباس معه فقال عمر: يا رسول الله هذا عدو الله أبو سفيان قد جاء به الله عن غير عهد ولا عقد، فأمرني فأضرب عنقه.

فقال العباس: يا رسول الله إني قد أجرته.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس: «اذهب به إلى رحلك فإذا أصبحت فأعد به علي».

فغدا به عليه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله».

قال له أبو سفيان: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، والله لقد علمت أنه لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى شيئا بعد.

قال: «ويحك يا أبا سفيان فما آن لك أن تعلم أني رسول الله».

فقال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه فو الله إن في النفس منها شيئا.

قال له العباس: اسلم ويلك، واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك.

Page 174