118

al-Manaqib wa-l-matalib

المناقب والمثالب

Genres

عجبت لحلم يا ابن شيبة حادث

وأحلام أقوام لديك سخاف

يقولون شايع من أراد محمدا

بسوء وقم في أمره بخلاف

أصاميم إما حاسد ذو خيانة

وإما قريب منك غير مصاف

فلا تتركن الدهر منه ذمامه

وأنت امرئ من خير عبد مناف

ولا تتركنه ما حييت واطعمن

وكن رجلا ذا نجدة وعفاف

تذود العدى من ذروة هاشمية

ألا فهم في الناس خير إلاف

فإن له قربى لديك قريبة

وليس بذي حلف ولا بمضاف

ولكنه من هاشم من صميمها

إلى أبحر فوق البحور طواف

وزاحم جميع الناس عنه وكن له

وزيرا على الأعداء غير مخاف

فإن غضبت منه قريش فقل لها

بني عمنا هل قومكم بضعاف

فما بالنا تعشون منا ظلامة

وما بال أرحام هناك جوافي

وما قومنا بالقوم يخشون ظلمنا

ولا نحن فيما ساءهم بخفاف

ولكننا أهل الحفائظ والنهى

وعز ببطحاء الحطائم واف (1)

واستجار أبو سلمة بن عبد الأسد بأبي طالب من قومه بني مخزوم وقد أرادوا فتنته فحماه منهم أبو طالب، فأتوا أبا طالب فقالوا له: يا أبا طالب ما هذا؟ منعت منا ابن أخيك محمدا فما لك ولصاحبنا تمنعه منا.

قال: إنه استجار بي وهو ابن أختي، وإن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي.

فنازعوه في ذلك فقام إليهم أبو لهب فقال: قد والله أكثرتم على هذا الشيخ ما تزالون توثبون عليه في جواره من بين قومه، والله لتنتهن عنه أو لنقومن معه فيما قام حتى يبلغ ما أراد.

فقالوا: بل ننصرف عما تكره يا أبا عتبة.

Page 123