Al-Manāhil al-ʿadhba fī iṣlāḥ mā wahiya min al-Kaʿba
المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة
Genres
Your recent searches will show up here
Al-Manāhil al-ʿadhba fī iṣlāḥ mā wahiya min al-Kaʿba
Ibn Ḥajar al-Haytamī (d. 974 / 1566)المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة
Genres
وبالجملة، ففي كلامه أوضح دليل على أن الإصلاح لا ينكر إذا وجد ما يقتضيه، وإنما ينكر إذا فعل بلا مقتض يدعو إليه، كما فعله ذلك الجندي بحسب رأيه الفاسد، وهذا موافق [لما قدمته و] أفتيت به.
بل في كلامه أن ما فعل للتحسين -كالباب والميزاب- لا حرج فيه؛ فإنه حكاه وأقره، وكذا الرخام؛ فإن فيه تحسينا وتزيينا، وقد مر أن السبكي استدل بتقرير السلف لفاعله على جوازه.
الذي مر عن أصحابنا، أنه يتعين صرفه لها عمارة وبخورا وكسوة ووقودا ونحوها.
اعلم أن للكعبة مالا مرصدا لها من زمن إبراهيم صلى الله على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وسلم، وذلك أنه وإسماعيل صلى الله عليهما وسلم لما بنياها جعلا جبا فيها على يمين داخلها، فكان فيه ما يهدى لها من حلي وذهب وفضة وغيرها.
وكانت ليس لها سقف، فعدى على ذلك الجب قوم من جرهم فسرقوا منه مرة بعد أخرى، فبعث الله حية تحرسه، فسكنت في ذلك الجب أكثر من خمسمائة سنة تحرس ما فيه، فلا يدخله أحد إلا رفعت رأسها، وفتحت فاها، وكانت ربما تشرف على جدار الكعبة.
Page 65