وبعد ذلك بنحو عشر سنين، أصلحت الروازن التي بسطح الكعبة ورخامة على ميزابها؛ لأن الماء كان ينتقع عليها؛ لخراب ما تحتها، فخلعت وأزيل ما تحتها من الخراب، وأعيد إلصاقها بعد إحكام هذا الإصلاح.
وفي هذا التاريخ تخربت الأخشاب التي بسطح الكعبة، المعدة لربط كسوتها، فقلعت وعوض عنها أخشاب جيدة محكمة، وركبت فيها الحلق الحديد التي تشد بها كسوة الكعبة، ووضعت الأخشاب بسطح الكعبة في مواضعها قبل ذلك.
وفي سنة ست وعشرين وثمانمائة، أرسل السلطان برسباي من قلع الرخام الذي بين جدر الكعبة الغربي والأساطين التي بالكعبة لتخربه، وأعيد نصبه محكما كما كان بالجص، وأصلح فيها رخام آخر، وكتب اسمه وأمره بذلك في لوح رخام، مقابل باب الكعبة)).
قال الفاسي: ((ومن ذلك أن الأسطوانة التي تلي باب الكعبة، ظهر بها ميل، فخيف من أمرها، فاجتمعنا بالكعبة الشريفة مع جماعة من قضاة مكة، والأمير المندوب من مصر للعمارة، وغيره من الأعيان بمكة، والعارفين بالعمارة، فكشف من فوق السارية المذكورة فوجدت صحيحة، فحمدنا الله تعالى على ذلك، وردت حتى استقامت، وأحكم ذلك كما كان أولا)).
ثم ذكر عدة الميازيب والأبواب التي غيرت مع صلاحيتها، لكن بما هو أقوى منها. اه حاصل كلام الفاسي.
Page 62