وسيأتي عن التقي الفاسي -وهو من أئمة المالكية- أنه حضر إصلاحات وقعت بالكعبة من غير سقوط شيء، بل لمجرد توهم الخلل، وأقرهم على فعلها، وذكر حضوره لها متبجحا به، وأن جماعة من القضاة والرؤساء كانوا حاضرين معه أيضا.
فذكره ذلك كذلك، يفيد أن مذهبه جواز ذلك؛ إذ يبعد كل البعد من عالم متبحر مؤرخ يبين الوقائع وما اشتملت عليه من الأحكام التي يعتقدها والتي لا يعتقدها، ويبين ما في ذلك كما يعلم باستقراء تواريخه، فمع ذلك لم يبق مساغ لإنكار دلالة حكايته عن نفسه وغيره حضور ذلك والرضى به، على أن ذلك مذهبه ومعتقده، وحينئذ فهو موافق لما تقرر عن ابن بطال، [والله أعلم].
Page 56