البحث الثاني
في أنا فاعلون
ادعى أبو الحسين البصري وجماعة أنه ضروري ، وهو الحق عندي.
وذهبت طائفة من المعتزلة وبعض الإمامية والزيدية الى ان العلم بذلك كسبي.
وذهب جهم بن صفوان الى أنه لا فاعل الا الله تعالى (1).
وذهبت الأشاعرة والنجارية الى أن المحدث هو الله تعالى لا غير وانما العبد مكتسب (2)، وهؤلاء اثبتوا للعبد قدرة ونسبوا الفعل الى الله تعالى.
وأما جهم فانه لم يثبت قدرة للعبد ، ثم اختلف القائلون بالكسب في تفسيره :
فذهب الأشعري الى أن معناه أن الله تعالى أجرى العادة بأن العبد متى اختار الطاعة فعلها فيه وفعل القدرة عليها والعبد متمكن من الاختيار وان كانت القدرة عنده لا أثر لها في الفعل.
وذهب أصحابه الى أن معنى الكسب هو أن القدرة الحادثة لها أثر في الفعل ،
«ثلاثة اشياء لا تعقل وقد اجتهد المتكلمون في تحصيل معانيها من معتقديها بكل حيلة فلم يظفروا منهم إلا بعبارات تناقض المعنى فيها مفهوم الكلام اتحاد النصرانية ، وكسب النجارية ، واحوال البهشمية» (الفصول المختارة ج 2 ص 128).
Page 365