أنه قادر غير مكون وظاهر أنه ليس باقي الصفات.
وأيضا قوله تعالى : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) (1)، فجعل قوله كن متقدما على الكون.
والحجتان ضعيفتان.
أما الأولى ، فلأن المرجع بالتكوين الى نفس الفعل في الخارج وإن كان وصفافي الذهن اعتباريا مغايرا له.
وأما الثانية ، فلفظية لا تراد منها الحقيقة.
واستدل بعضهم على النفي بأنه إن عنيتم بهذه الصفة مؤثرية القدرة في المقدور فهي صفة نسبية لا يوجد بدونهما ، وإن عنيتم بها صفة مؤثرة في صحة الفعل فهي القدرة ، وإن عنيتم بها امرا آخر فاذكروه.
فإن قالوا : عنينا ما يؤثر على سبيل الوجوب.
قلنا : فيلزم أن يكون الله تعالى موجبا.
وهذه الحجة ضعيفة ، لأن الوجوب اللاحق لا يؤثر في القدرة السابقة والإمكان السابق.
والتحقيق هاهنا ما أقوله ، وهو أنهم إن عنوا بهذه الصفة النسبة الحاصلة بين الأثر والمؤثر فهو باطل لوجوب تأخرها ، وإن عنوا بها كون الذات بحيث يصح منها الفعل فهو راجع إلى كون الذات قادرة فإن هذا حكم راجع الى القدرة ، وإن عنوا بها كون الذات بحيث يجب عنها الفعل فهو أمر راجع الى القدرة والإرادة جميعا فإنهما كافيان في ذلك.
** مسألة
Page 311