265

أنه قادر غير مكون وظاهر أنه ليس باقي الصفات.

وأيضا قوله تعالى : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) (1)، فجعل قوله كن متقدما على الكون.

والحجتان ضعيفتان.

أما الأولى ، فلأن المرجع بالتكوين الى نفس الفعل في الخارج وإن كان وصفافي الذهن اعتباريا مغايرا له.

وأما الثانية ، فلفظية لا تراد منها الحقيقة.

واستدل بعضهم على النفي بأنه إن عنيتم بهذه الصفة مؤثرية القدرة في المقدور فهي صفة نسبية لا يوجد بدونهما ، وإن عنيتم بها صفة مؤثرة في صحة الفعل فهي القدرة ، وإن عنيتم بها امرا آخر فاذكروه.

فإن قالوا : عنينا ما يؤثر على سبيل الوجوب.

قلنا : فيلزم أن يكون الله تعالى موجبا.

وهذه الحجة ضعيفة ، لأن الوجوب اللاحق لا يؤثر في القدرة السابقة والإمكان السابق.

والتحقيق هاهنا ما أقوله ، وهو أنهم إن عنوا بهذه الصفة النسبة الحاصلة بين الأثر والمؤثر فهو باطل لوجوب تأخرها ، وإن عنوا بها كون الذات بحيث يصح منها الفعل فهو راجع إلى كون الذات قادرة فإن هذا حكم راجع الى القدرة ، وإن عنوا بها كون الذات بحيث يجب عنها الفعل فهو أمر راجع الى القدرة والإرادة جميعا فإنهما كافيان في ذلك.

** مسألة

Page 311