هذا خلف.
وأيضا صفاته باقية فيلزم قيام المعنى بالمعنى.
وأيضا البقاء إن لم يكن باقيا لم تكن الذات باقية به ، وإن كان باقيا لزم التسلسل.
أجابوا عن هذين بوجوه :
الأول : أن صفاته يبقى ببقاء الذات فلا تسلسل ولا يلزم قيام المعنى بالمعنى.
لا يقال : لو جاز بقاء الصفات ببقاء الذات جاز أن يعلم الصفات بعلم الذات ويقدر بقدرتها.
لأنا نقول : التلازم حاصل بين الذات والصفات ، فبقاء احدهما يستلزم بقاء الآخر بخلاف العلم والقدرة.
الثاني : الذات باقية بالبقاء والصفات باقية لذاتها.
الثالث : قال بذاته تعالى بقاءان : أحدهما يقتضي بقاء الذات ، والاخر يقتضي بقاء الصفات.
وهذه الأجوبة عندي ضعيفة.
اما الأول ، فلأن البقاء من جملة الصفات ، فلو بقي ببقاء الذات لزم الدور.
وأما الثاني ، فلأنه يلزم منه كون الصفات أولى بالذاتية من الذات ، ولأنه لما عقل في بعض الأشياء البقاء من غير أمر زائد ، فلم لا يعقل في الذات؟.
وأما الثالث ، فلأن بقاء الصفات مغاير لها ومن جملتها البقاء فيكون له بقاء حال في الذات مغاير له ويلزم التسلسل (1)، الا أن يقولوا : ان بقاء الصفات باق لذاته وحينئذ يعود الكلام الى الوجه الثاني.
Page 304