** البحث السادس في المضاف
قد وقعت المنازعة في وجود الإضافة ، فذهب جمهور الأوائل إليه ، وآخرون منهم والمتكلمون على خلاف ذلك.
احتج الأوائل بأن فوقية السماء ليست عدما محضا ولا نفس السماء ، فهي إذن صفة ثبوتية زائدة على الذات.
واحتج المتكلمون بلزوم التسلسل على تقدير الوجود ضرورة افتقار العرض الى المحل الذي هو نفس الإضافة ، وأيضا يلزم كون الباري تعالى محلا للحوادث.
والأخير اقرب الى الحق.
** التفريع على قول الأوائل
قالوا : من خاصيته وجوب الانعكاس ، أما مع عدم الحاجة الى حرف النسبة كالعظيم والصغير ، وأما مع الحاجة الى المتساوي منه كالمولى والعبد ، أو الى المختلف كالعالم والمعلوم ، ومن خواصه وجوب التكافؤ ، ولا ينتقض بالمتقدم والمتأخر لأنهما إضافتان توجدان معا في العقل لمعروضين ثابتين في العقل.
** مسألة
الأمور مختلفة بحقائقها فالإضافات كذلك ، والا فهي مختلفة بالأشخاص ، وللمانع أن يمنع فيهما فإنه لا شك في أن إضافتي البنوة والأبوة مختلفان بالنوع وإن كان معروضهما واحدا ، والأقرب تساوي إضافتي أبوة زيد والفرس وإن اختلف الموضوع ، قالوا : وكذلك اذا تضادت المعروضات تضادت الإضافات ، فإن الأسخن تضاد الأبرد والعظيم والصغير غير متضادين.
Page 239