148

يجد من نفسه العلم بوجوب دفع الضرر وأن معرفة الله تعالى هي الدافعة فيحصل له اعتقاد وجوبها.

وهذا الايراد انما يرد على الاشاعرة القائلين بكون الوجوب مستفادا من السمع.

قوله : المعلوم من الدين عدم التكليف بالمعرفة ، قلنا : لا نسلم وكيف لا والقرآن دال على وجوب المعرفة والنظر ، وحكم النبي عليه السلام غير دال على عدم وجوب النظر فان الحكم بالاسلام لا يستلزم الحكم بالايمان كما في قوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) (1).

قوله : العلم غير مقدور ، قلنا : ممنوع ، فإن النظريات إنما تحصل بواسطة الترتيب المفعول باختيارنا (2).

قوله : لا نسلم عدم انحصار الطريق في النظر ، قلنا : لما بينا من أن العقلاء عند وقوعهم في الحيرة يلتجئون إليه من غير التفات الى طريق آخر ، وقول المعلم لا بد فيه من نظر ، قوله : لمنع وجوب ما لا يتم الواجب الا به ، قلنا : لو لم يجب لزم تكليف ما لا يطاق ، تقرير هذا ذكرناه في اصول الفقه ، والمعارضة غير آتية هاهنا ، فإن النظر ليس بواجب على الإطلاق بل بشرط حصول الجهل ، والوجوب إذا توقف على شرط لا يلزم منه وجوب الشرط.

** تذنيب

وجوبه ، ولا يجوز أن يكون السمع هو الطريق الى وجوبه والا لزم منه إفحام (3) الأنبياء.

Page 190