211

Al-idāra fī ʿaṣr al-Rasūl ṣallā Allāh ʿalayhi wa-Ālihi wa-sallam

الإدارة في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

Publisher

دار السلام

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ

Publisher Location

القاهرة

Genres

النبي ﷺ بقطع نخل بني النضير، وحرق أولها حتى يضعف شوكة اليهود «١»، وقد جاءت الإشارة القرانية تؤيد هذا الفعل فقال تعالى: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ [الحشر: ٥] وذكر الشيباني (ت ١٨٩ هـ) أن النبي ﷺ أوصى أسامة أن يغير صباحا ويحرّق «٢»، وفي غزوة الطائف أمر النبي ﷺ بقطع الكروم حتى يضعف من مقاومة أهلها «٣»، ويذكر أن النبي ﷺ مّر بأوطاس- يريد الطائف- فمرّ بقصر بقصر مالك بن عوف فأمر به فحرق «٤» .
لقد كانت اداب الإسلام تقضي ألايجهز على جريح، فقال الرسول ﷺ يوم فتح مكة: «ألا لا تجهزنّ علي جريح ...» «٥»، وألّا يتبع من هرب من ساحة القتال لقتله «... ولا يتبعنّ مدبرا ...» «٦»، وكذلك أمر الإسلام بالإحسان إلي الأسرى وعدم قتلهم «... ولا يقتلن أسيرا ...» «٧»، وجاءت الاية الكريمة تشعر بذلك فقال تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا [الإنسان: ٨] .

(١) الواقدي، المغازي (ج ١، ص ٣٧٢) . الشافعي، الأم (ج ٤، ص ٢٥٨) . البيهقي، دلائل (ج ٣، ص ١٨٤) .
(٢) الشيباني، شرح (ج ١، ص ٥٤) . وانظر: الشافعي، الأم (ج ٤، ص ٢٥٨) .
(٣) الشيباني، شرح (ج ١، ص ٥٥) الشافعي، الأم (ج ٤، ص ٢٥٨) . الطبري، تاريخ (ج ٣، ص ١٣٣) (الواقدي) .
(٤) الشيباني، شرح (ج ١، ص ٥٤) .
(٥) ابن سلام، الأموال (ص ٩١) .
(٦) م. ن (ص ٩١) .
(٧) م. ن (ص ٩١) .

1 / 220