253

الحارس (مستمرا) :

أنت أيتها البومة الخرساء، عشت الموت ومت الحياة.

الأرملة :

اسكت! اسكت! لقد عاشها أكثر منك، أكثر وأعمق من أي إنسان، اسكت يا حارس الجثث.

الحارس :

ألم أقل إننا شبيهان؟ أنا أحرس الموتى مثله، ولكنني أحرس موتى لم أقتلهم، إنما قتلهم الطاغية، أما أنت فتحرسين جثة رجل قتلك.

الأرملة :

أنت لا تفهم، لقد كان يحبني، طالما أطرى جمالي.

الحارس :

أطراه؟ نعم، بالكلمات، لا شيء إلا الكلمات. تركك تطفين عليها كما يطفو الغريق على الأخشاب الباقية من سفينة غارقة. أما هذا النهر الملتهب فلم يعرفه، لم يحبه. (يضمها بشدة.)

Unknown page