ورأينا مع ذلك سرعة اندحاره أمام الحجج الناصعة والبراهين الواضحة ورأينا أنه بعد تجنيه ما عاد إلا مكسور الظهر مخمول الذكر.
كما وجدنا من يقوم بمثل هذه التفرقة في المتأخرين وعجبنا لذلك الذي لا يفهم ما أصبح العالم الإسلامي فيه من ضرورة جمع الكلمة ونبذ الخلافات الفرعية التي أضعفت قوة المسلمين وكانت منفذا لأعدائهم من للدخول عليهم وتفريق كلمتهم.
وطبعا لا يوجد من هو على هذه الشاكلة إلا نادرا، ولا يصدقه إلا من هو جاهل أو فاسد، وكثير من لا يرعوي عن غي ولا يتحرج عن سباب، ولا يهمه أن (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، ولا يهمه بالتالي ما يجنيه على أمته الإسلامية عموما والعربية خصوصا من التصدع والانهيار لبنيان الأخوة وصرح الوحدة الجامعة لفرقة النجاة ودعامة الإيمان، المؤمنة بربها وبكتابه، والمتحدة على السير في منهج الشريعة المطهرة، الكفيلة بالوصول إلى أحسن سنن وخير مستوى في هذه الحياة الأخرى.
ولقد أدت مثل هذه الأعمال إلى احتكاك وانفصال وتقاطع بين الأخوة المسلمين لا موجب له إلا ذلك ليس إلا.
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة .... بين العباد وإن كانوا ذوي رحم
والزيدية إنما يريدون من كل من يبلغ إليه كلام فيه سوء عن الزيدية أو عن اعتقاد الزيدية أو عن أئمة الزيدية في أي مسألة من المسائل الشرعية الدينية، فروعية أو أصولية، علمية أو ظنية، فما عليه إلا أن يقف بنفسه على مؤلفات الزيدية في ذلك ليعرف الحق ويحكم بالعدل عن علم، إن كان الله أهله للمعرفة الكاملة، أو يسأل أهل الذكر والعلم من الزيدية عن صحة ما نسب إليهم أو عدمه، لينال الرضا الكامل بالجواب الشافي، ولئلا يتحمل مسؤولية تصديقه الأخبار البعيدة عن الواقع.
والمصدر الذي يمكن انتقاء الأخبار عن الزيدية قريب من كل من يريده.
Page 53