أما ترى الأرضَ قد شابتْ مفارقُها ... مما نثرنَ عليها وهْيَ لم تشبِ
راحتْ مفضضةَ الحافاتِ قد لَبستْ ... بيضًا من الحللِ الديباجةِ القُشُبِ
جادَ الزمانُ بدمعٍ كاللجينِ جرى ... فجدْ لنا بالتي في اللونِ كالذهبِ
وأنشدني أبو الفتح البستي لنفسه:
كم نظمنا عقودَ أنسٍ وقصفٍ ... وجعلْنا الزمانَ للهو سِلْكا
وفتقنا الدنانَ في يومِ ثلجٍ ... عزلَ الكأسُ فيه رشدًا ونسكًا
فكأنّ الزمانَ ينخل كافو ... رًا علينا ونحنُ نعبقُ مِسكا
وما أنسى قول المهلبي في ثلج ربيع وهو في نهاية الإعجاب والإطراب ومن أليق الأشعار في هذا المكان:
الوردُ بين مضمخٍ ومضرّجِ ... والزهرُ بين مكلَّلٍ ومُتَوَّجِ
والثلجُ يسقطُ كالنثارِ فقمْ بنا ... نلتذُّ بابنةِ كرمةٍ لم تُمْزَجِ
طلع النهارُ ولاحَ نورُ شقائقٍ ... وبدتْ سطورُ الورد بين بنفسجِ
فكأن يومَك في غلالةِ فضةٍ ... والنوْرُ من ذهبٍ على فيروزجِ
الباب الثالث
أوصاف الليالي والأيام وأوقاتهما والآثار العلوية
1 / 48