ومثله في الحسن قول الصاحب:
هاتِ المدامةَ يا غلامُ معجلًا ... فالنفسُ في أيدي الهوى مأسورَهْ
أو ما ترى كانونَ ينثر وردَه ... فكأنما الدنيا به كافورَهْ
وأحسن منه قوله وإن لم يكن فيه ذكر الشراب:
أقبلَ الجوُّ في غلائلِ نور ... وتهادى بلؤلؤ منثورِ
فكأن السماءَ صاهرتِ الأرضَ فصارَ النثارُ من كافورِ
وأجاد في وصف الثلج كشاجم حيث قال:
الثلجُ يسقط أم لجينٌ يُسْبَكُ ... أم ذا حصى الكافورِ ظَلَّ يُفَرَّكُ
ضحكتْ به الأرضُ الفضاءُ كأنما ... في كُلِّ ناحيةٍ بثغركَ تضحكُ
وتزيِّن الأشجارُ منه ملاءةً ... عما قليل بالرياحِ تُهَتَّكُ
شابتْ مفارقُها فَبَيَّنَ شيبها ... طربًا وعهدًا بالمشيب يُنَسِّكُ
فاليومُ يومُ نزاهةٍ ولذاذةٍ ... سَيُطَلُّ فيه دمُ الدنانِ ويُسْفَكُ
والغيمُ من أرجِ الهواءِ كأنه ... ثوبٌ يعصفرُ مرةً ويُمَسَّكُ
وقال أبو بكر الروز باري أنشدني أبو منصور المهلبي:
ما لابن هَمٍّ سوى شربِ ابنةِ العنبِ ... فهاتِها قهوةً فراجةَ الكُرَبِ
أدهقْ كؤوسَك منها واَسقني طربًا ... على الغيومِ فقد جاءتْكَ بالطربِ
1 / 47