وأنشدني أبو بكر الخوارزمي لابن بسام:
حرارةُ قلبي والتهابُ هوائيا ... وحرٌّ له بين الضلوعِ ضرامُ
لعمركَ قد أصبحتُ رهنًا بحالةٍ ... جهنمُ بردٌ عندها وسلامُ
فصل
أيام الخريف
أحسن ما قيل فيه قول البادي الأصفهاني:
ولا زلتَ في عيشةٍ كالخريفِ ... فإن الخريفَ جميعًا سَحَرْ
صفا الماءُ فيه وطابَ الهوى ... يحيلهما نسيمُ ريحٍ عَطِرْ
ترى الزعفرانَ بأعطافِه ... يفوحُ الترابُ له المستعِرْ
واترجَّهُ عاشقٌ مدنَفٌ ... إذا ما رجا طيبَ وصلٍ هُجرْ
وتفاحُهُ فوق أغصانِه ... خدودٌ خجلنَ لوحي النظرْ
وما كنتُ أحسبُ أن الخدو ... دَ تكون ثمارًا لتلكَ الشجرْ
وأحسن منه قوله ابن المعتز:
اشرب على طيبِ الزمانِ فقد حدا ... بالصيفِ من إيلولَ أكرمُ حادي
وأشَمَّنا بالليلِ بردَ نَسيمه ... فأراحتِ الأرواحَ في الأجسادِ
1 / 40