لا يكنْ للكاسِ يومَ الغيمِ في كفّكَ لبْثُ
أو ما تعلمُ أن الغيثَ ساقٍ مستحِثُّ؟
ومن أحسن ملح السرى المطربة:
قُمْ وانتصفْ من صروفِ الدهرِ والنُّوَبِ ... واجمعْ بكاسكَ شملَ اللهوِ والطربِ
أما ترى الغيثَ قد قامتْ عساكره ... في الشرقِ تنشرُ أعلامًا من الذهبِ
والجَوُّ يختالُ في حُجْبٍ مُمَسَّكةٍ ... كأنما القلبُ فيها قلبُ ذي رُعُبِ
جريتُ في حلبةِ الأهواءِ مجتهدًا ... وكيفَ أُقْصِرُ والأيامُ في طلبي
تَوِّجْ بكأسكَ قبلَ الحادثاتِ يدي ... فالكاسُ تاجُ يدِ المثري من الذهبِ
وقد أحسن أبو العشائر الحمداني:
الخمرُ شمسٌ في غلالةِ لاذِ ... تجري ومطلعُها من الخرداذي
والنَّوْرُ كالإبريزِ بين عقائقٍ ... ولآلىءٍ وزُمُرُّدٍ وبِجاذِ
فاشربْ على روضِ الغمامِ فيومُنا ... في مجلسِ البستان يومُ رذاذِ
وانظرْ إلى لَمْعِ البروقِ كأنها ... يومَ الضرابِ صحائفُ الفولاذِ
فصل
آثار الربيع وأزهاره
من أحسن ما أحفظ في عامة الرياحين قول ابن
1 / 32