برقُه لحظةٌ ولكنْ له رعدُ ... بطيءٌ يكسو المسامعَ وَقرا
كخليٍّ موافقٍ للذي يهوى ... فيبكي جَهْرًا ويضحكُ سِرا
وأحسن منه قوله:
أما ترى الغيمَ يا من قلبُه قاسي ... كأنهُ أنا مقياسًا بمقياسِ
قَطْرٌ كدمعي وبرقٌ مثلُ نارِ هوى ... في القلبِ تُذكى وريحٌ مثلُ أنفاسي
ومما أخذ قول القاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز بمجامع القلوب حيث قال:
من أينَ للعارضِ الساري تَلهُّبُهُ ... أم كيف طَبَّقَ وجهَ الأرضِ صَيِّبُهُ
هل استعارَ دموعي فهيْ تنجدُه ... أم استعارَ فؤادي فهْوَ يُلهبُهُ
فصل
السحاب والمطر نظمًا ونثرًا
إذا لبست الجو جلبابها، فلتلبس الأحباب أحبابها. إذا انحل عقد السماءِ، فلينتظم عقد الندماء. إذا انقطع ساريات الغمام، فليتصل أحوال المدام. قد استعار السحاب، أكف الجواد، وجفون العشاق. سحاب يحكي المحب انسكاب دموعه، والتهاب النار بين
1 / 29