إذا سمع بيتي أبي عبادة البحتري وهما:
تذكرنيكَ والذكرى عناءٌ ... مشابهُ فيك واضحةُ الشكولِ
نسيمُ الروض في ريح شمالٍ ... وصوبُ المزن في راحٍ شَمولِ
فهما يطربان غاية الإِطراب، ويذكران غور الشباب، وغرر الأحباب.
ومن أحسن محاسن ابن المعتز، وآخذها بمجامع القلوب وأكثرها إطرابًا قوله:
يا ربَّ ليلٍ سحرٌ كُلُّهُ ... مفتضحُ البدرِ عليلُ النسيمْ
تلتقطُ الأنفاسُ بردَ الندى ... فيه فتُهديه لحَرِّ الهمومْ
لم أعرِفِ الإِصباحَ منْ ضوئه ... بالبدرِ إلا بانحطاطِ النجومْ
ومن أحسن ملح السري وطرفه المعجبة المطربة قوله:
وحدائقٍ يسبيكَ وشُي برودِها ... حتى تشبَّههَا سبائكَ عبقرِ
يجري النسيمُ خلالَها وكأنما ... غُمِسَتْ فضولُ ردائِه في عنبرِ
وأحسن منه في بساط من الريحان:
1 / 22