غفر الله له:
ولما نزلْنا بشتقان التي غدت ... وراحتْ بجناتِ الربيعِ تُشَبَّهُ
وقد برزتْ شجْراتها في ملابسٍ ... ربيعيّةٍ تحوي مدى الأنسِ كُلَّهُ
وعارضَنا ماءٌ يروقُ مصندَلٌ ... ووجهنا وردٌ يشوقُ موجَّهُ
وقهقهَ رعدٌ في السماءِ مجلجلٌ ... وفي الأرضِ إبريقُ المدامِ يُقهقِهُ
وغنى مغني العندليبِ كأنما ... يجاوبُه في حلفِه مزهرٌ له
تنزهَ سمعي ما أرادَ وناظري ... وقلبي مع الإِخوان لا يتنزَّهُ
فصل
تشبيه محاسن الربيع وما يليق به
ومحاسن الإِخوان والسادة نثرًا
غيث الربيع متشبه بكفك، واعتداله مضاه لخلقك، وزهره مواز لبشرك، ونسيمه منتسب إلى نشرك. كأنما استعار حلله من شيمك، وأمطاره من جودك وكرمك. قدم الربيع منتسبًا إلى خلقك، مكتسيًا محاسنه من طبعك، متوسمًا أنوار فضلك، متوضحًا بآثار لسانك ويدك. أنا في بستان كأنه من خلقك خلق، ومن
1 / 20