قالت: إنك واهمة؛ فليس لي ولد.
قالت: إنك تحذرين مني وحقك أن تحذري في الظاهر؛ لأنهم لا بد أن يكونوا قد أخبروك بأني عدوة ولدك، والله يشهد أني أحبه.
قالت: لقد قلت لك إنه ليس لي ولد، ولا علاقة لي بهذا الفتى الذي تذكرينه، ولكن لنفترض أني أمه فكيف لا أحذر من امرأة اختطفتني في الطريق، وعهدت بحراستي إلى امرأة سافلة تعذبني؟
قالت: ومن أنبأك أن الذي حدث هنا قد جرى بأمري، بل من أنبأك أني لا أتعذب أشد مما تتعذبين، ولكني لا أحاول إقناعك فإن ذلك محال كما يظهر، ولم يبق لي إلا أن أقول بأنك حرة.
فصاحت سينتيا صيحة فرح، ومشت إلى الباب، ثم رجعت وقالت لها: ولكن لماذا حبستني يومين ثم أطلقت سراحي اليوم؟
فأجابتها قائلة: إذا أردت أن تعرفي السبب فلا بد من أن تدعيني أفترض أنك أم روجر، إن روجر يحبني وأنا أحبه، ولكن رجلا تعرفينه حال بيننا، وهذا الرجل هو جان دي فرانس؛ فإنه يحبني حبا فاسدا ، ويتعقبني منذ ثلاثة أعوام، وقد آلى على نفسه إهلاك خصمه؛ إذ بات ألد عدو له فهو يخدعك ويخدع المركيز إسبرتهون، ويمثل هذه الرواية الشائنة أقبح تمثيل، والآن فاذهبي إلى أخيك الذي تحبينه وتآمري وإياه - دون أن تعلمي - على إهلاك ولدك روجر. أما أنا فسأقاومكم بجملتكم وحدي لأني أحبه.
إني أحبه أسمعت؟ وسأجد من حبي قوة تعينني على إنقاذه من مخالبكم، ولكن إذا كنت تحبين أخاك حقيقة فاجتهدي أن تهديه سواء السبيل.
وعند ذلك دخل خادم من خدم المركيز روجر وهو يلهث من التعب فناول مس ألن رسالة وقال لها: هذه رسالة من سيدي المركيز.
فأخذت الرسالة، ولم تلبث أن قرأتها حتى شهقت وسقطت مغميا عليها بين يدي سينتيا، وأسرعت الهندية إليها فاغتنمت سينتيا هذه الفرصة ونظرت إلى الرسالة فقرأت فيها ما يأتي:
حبيبتي ألن،
Unknown page