وكان ليونيل باسلا جريئا، فدهش لهذه المفاجأة، وحسب جان من اللصوص فانتهره قائلا: سر في سبيلك أيها الرجل.
فلبث جان في موقفه وقال له: ألم أقل لك لي كلمة أقولها؟ - لي أنا؟ - نعم. لك أنت الضابط ليونيل. - إذا كنت في حاجة إلى كيسي فليس فيه الليلة ما يذكر، وليس لي وقت للدفاع عنه فخذه.
ثم أخذ كيسه من جيبه وألقاه إلى الأرض، فقال له جان بلهجة الساخر: لا بأس من أن تنتظرك مس ألن ربع ساعة.
فاضطرب وقال له معصبا: من أنت فتكلمني بهذه اللهجة؟ - إني رجل يريد أن يسدي إليك نصيحة. - ما تعودت أن أسمع نصائح من يبرقعون وجوههم. - إنك مخطئ، فالعاقل لا يحتقر النصيحة كيف كان مصدرها.
فسئم ليونيل من الجدال وقال له: ما هي نصيحتك؟
قال: هي أن تعطيني مفتاح هذه الحديقة وتعود إلى منزلك فتنام، وإني أعدك أن أرده إليك مع خادمي في الصباح.
قال: يعز علي أن أخترق صدرك بحسامي؛ لأنك غير مسلح، ولكن ...
وكان مع جان عصا حشوها حربة طويلة كالحسام فجردها وقال له: إذا كان لديك حسام فإني أشرفك بالمبارزة تحت هذا المصباح المعلق في الطريق. أليس هذا الذي تريده؟ - هو ذاك. فتفضل بكشف برقعك كي أراك.
يسوءني أني لا أستطيع إجابة سؤالك.
وقد اشتبك القتال بينهما، فقال له جان: إني غير حاقد عليك. وشهد الله أني لو لم أكن في أشد الاحتياج إلى هذا المفتاح الموجود في جيبك لما قاتلتك. ولذلك لا أقتلك بل أصيبك إصابة بسيطة لا يعرف سرها سواي، فستسقط مغميا عليك نصف ساعة، وهذا كل ما أحتاج إليه من الوقت.
Unknown page