وعند ذلك دخل ناثائيل - والد الطفلة - فلما رأته بنته تعلقت بالسير روبرت فقال لها: كيف هذا يا ابنتي؟ ألعلك خفت من أبيك؟
فأجابته قائلة وهي تبكي: نعم، فلا أريد أن أعود إليه. - لماذا؟ - لأنه يضربني.
فنظر إليه السير روبرت نظرة منكرة وقال له: ويحك أيها الرجل! أتضرب بنتك؟ أمثل هذا الملاك يضربونه؟
قال: نعم، أضربها لأنها تضرب كلبي، وهو سبب رزقي، وفوق ذلك فقد باتت حملا ثقيلا علي بعد موت أمها.
فتمعن هنيهة وقال له : أتريد أن تتخلى عنها لي؟ ثم قال للطفلة: أتريدين أن تبقي معي يا ابنتي؛ فإني أعلمك القراءة في كتاب فيه صور، وأشتري لك دمية تلعبين بها؟
فطوقت عنقه بيديها الصغيرتين وقالت: نعم نعم أبقى معك.
فأخرج السير روبرت من جيبه كيسا مملوءا بالذهب فدفعه إلى النوري وقال له بملء الاحتقار: خذ هذا الكيس وانصرف؛ فإنك لا تستحق أن تكون أبا، وسأتولى تربيتها.
فأخذ النوري الكيس وخرج وهو يلاعب كلبه مسرورا من هذا الاتفاق. •••
في اليوم التالي أعد اللورد الحاكم حفلة صيد دعا إليها فريقا من الضباط وأعيان الإنكليز، فكان بعضهم يركبون الفيلة وبعضهم يركبون الجياد.
وكان اللورد الحاكم راكبا على فيل أبيض وبجانبه الطبيب بولتون والسير روبرت على جوادين وهما يسيران جنبا إلى جنب ويتحدثان، فقال له الطبيب: إذن لقد عزمت على مبارزة السير جاك؟
Unknown page