فابتسم الطبيب ونظر إلى الحاكم فقال له اللورد: حسنا فهلم بنا إلى جلالتها.
ثم ذهب الاثنان إلى خيمة مزخرفة خارجة عن دائرة المضرب، ورأيا رجلين عند بابها كأنهما يحرسانها في الليل والنهار، فضحك الحاكم وقال: أي فرق بينها وبين الملوك؛ فإن لها ما لهم من الحاشية والحراس.
وكان القمر يتلألأ في كبد السماء، فلما وصلا إلى الخيمة خرج منها غلام لا يتجاوز عمره ثلاثة أعوام، وهو جميل الوجه يشبه ابن اللورد أتم الشبه، فارتعش الحاكم حين رآه، وفتح شمشون باب الخيمة وقال لهما: تفضلا بالدخول.
وقد دخل الحاكم قبل رفيقه، فوقف حائرا مبهوتا؛ إذ رأى امرأة في الخامسة والعشرين من العمر، لها جمال يفتن الألباب، وهي مضجعة فوق حصير على الطريقة الشرقية، فنظرت إلى الحاكم وقالت له: هل عرفتني أيها اللورد؟
فقال بلهجة المنذهل: أميرة النور.
قالت: بل ملكتهم سينتيا.
ثم أشارت إلى شمشون أن يخرج، فقال لها اللورد: أأنت هنا؟
قالت: نعم. وستكون ضيفنا هذه الليلة.
وعند ذلك دخل الغلام إلى الخيمة فقال اللورد للطبيب: أرجوك أيها الصديق أن تدعنا وحدنا.
فخرج الطبيب وهو يقول في نفسه: لقد كنت أتوقع هذا اللقاء.
Unknown page