فقال له بولتون: إنه لا بد أن يكون رجع إلى المضارب.
قال: لقد أصبت يا سيدي الطبيب؛ فإن هذا الخاطر لم يخطر لي.
ثم مشى أمامهما، فسارا في أثره يتحدثان بصوت منخفض.
فقال له اللورد: إني أعجب بهؤلاء النور؛ فإن لهم نفوس الملوك وحالات المساكين. ألا تذكر ما كان من هذا الفتى الذي أنقذني من النمر؟ - هذا هو الذي يبحث عنه شمشون. - نعم نعم. لقد ذكرت الآن، فهو يدعى جان دي فرانس، فما هذا الاسم الذي لقب نفسه به؟ - إنه يدعي بأنه من النبلاء.
فهز اللورد رأسه ضاحكا وقال: أيكون نبيلا ومتسولا في حين واحد؟ ولكنك أذكرتني بمناسبة الحديث عن هذه الطائفة حكاية جرت لي في لندرا منذ ثلاثة - أو أربعة - أعوام وسأقصها عليك كي لا تشعر بطول المسافة. - إني مصغ إليك يا مولاي. - تصور أيها العزيز أني أحببت مدة أسبوع نورية كانت تحسبني من النور؛ فقد خطر لي مرة أن أذهب إلى المكان الذي يسمونه ساحة الملك. - إني أعرف هذا المكان؛ فقد اختبأت فيه مدة ستة أشهر لهربي من الدائنين. - وقد تنكرت بالملابس العامة وذهبت لأرى ما تفعل هذه الطبقة من الناس في هذا المكان الشهير.
واتفق أن الزحام كان قليلا في تلك الليلة، وكان هناك اثنان من طائفة النور يتحدثان بشأن حفلة قريبة سيعقد فيها زواج ولية عهد النور بولي عهد الدوق دي بولون.
وقد تبين لي من حديث الرجلين أن الخطيبين لم يتعارفا بعد، وأن هذا الزواج سياسي يراد به التوفيق بين طائفتي النور في لندرا وباريس، وأن الخطيب سيأتي من فرنسا إلى لندرا ليعقد زواجه فيها، وأن الحفلة ستكون في ساحة الملك ليلة قدوم الخطيب.
فسألت أحد الرجلين قائلا: هل العروس حسناء؟
قال: لقد بلغ من جمالها أن أجمل سيدات لندرا لا تعد من وصائفها.
فهاج قوله رغبتي في رؤياها، وقلت له: أين يمكن مشاهدة هذه الفتاة؟
Unknown page