فقال المركيز في نفسه: بولتون ... مس ألن. ما هذه الأسرار؟ ثم قال للخادم: امض في حديثك، وأخبرني بكل ما تعلم.
قال: إننا حبسنا سينتيا في منزل مس ألن مدة يومين، وفي المساء جاءت مس ألن وقالت لها: تعالي فإن حياة ابنك في خطر.
فجعل العرق يسيل من جبين المركيز وقال له: هل تبعتها؟ قال: نعم، فقد ركبت وإياها مركبة، ولم أدر إلى أين ذهبنا، فإن زميلي نوح كان يقود المركبة. - والآن كيف ترجو أن تجد سينتيا؟ - لظني أنها عادت إلى منزلها. - هذا المنزل؟ - يجب أن يكون هنا في زاوية هذا الزقاق، نعم لقد عرفته؛ فهذا فهو. وقد سار به حتى أوصله إلى المنزل، فقال له المركيز: اذهب الآن فلم يعد لي بك شأن.
ثم طرق الباب؛ ففتحت له فتاة حسناء تبلغ السادسة عشرة من العمر، فحياها المركيز وسألها قائلا: هل سينتيا هنا؟
فنظرت الفتاة نظرة حذر إلى الشارع وأجابته قائلة: إنك واهم يا سيدي، فلست أعرف سينتيا.
وكان المركيز قد رأى ما كان من حذرها، فقال لها وهو يبتسم: لا تخافي يا ابنتي؛ فإني صديق، وإن عثمان أرسلني.
ففتحت الباب وقالت: ادخل يا سيدي؛ فإن سينتيا في الغرفة العليا مع أختي .
قال : يجب أن أقابلها وحدها.
قالت: إذن تفضل بالانتظار إلى أن أخبرها.
وبعد هنيهة جاءته سينتيا؛ فخفق قلبها حين رأت ولدها، وبادرها المركيز بقوله: هل أنت التي تدعين سينتيا؟
Unknown page