فقال له عثمان: إن من كان من سلالة فرنند كورتس لا يخاف ملاعبة هندي مسكين مثلي.
فقال الجميع: نعم. هذا محال؛ فإن الدون بيدرو من أعظم اللاعبين.
وقد ألحوا عليه بالقبول فلم يجد بدا من الامتثال، وقال لعثمان: إني رهين أمرك يا سيدي.
فقال عثمان: إنك لاعبت خصمك منذ هنيهة دون شهود. قال: هو ذاك.
قال: أما أنا فأوثر أن يكون لكل منا شاهد فاختر شاهدك من بين الحضور.
فاختار الإسباني الصراف مكسويل، وهو الذي أدخله إلى النادي، واختار عثمان المركيز روجر، فتراهن الحاضرون، ودخل الأربعة إلى قاعة اللعب. فقال الإسباني في نفسه: يخال لي أن هذا النوري الذي خيب كل آمالي قد عرفني. وقد شعر بدوار خفيف حمله على محمل الاضطراب من مقابلة جان.
أما جان فإنه أقفل الباب بالمفتاح من الداخل، وجلس في المكان الذي كان المركيز جالسا فيه وبدأ اللعب.
فقال جان مخاطبا الصراف: إنه إذا رضي الدون بيدرو أن يلاعبني كل ليلة فلا يمضي زمن وجيز حتى ينفد ماله في مصرفكم من المال.
فابتسم الإسباني وقال: سوف نرى.
فقال جان: ولكن الوقت لا يتسع له لسوء الحظ.
Unknown page